الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وقيل: لم يبعث نبي إلا بعد الأربعين. وذهب الفخر إلى خلافه مستدلًا بأن عيسى ويحيى عليهما السلام أرسلا صبيين لظواهر ما حكي في الكتاب الجليل عنهما. وهو ظاهر كلام السعد حيث قال: من شروط النبوة الذكورة وكمال العقل والذكاء والفطنة وقوة الرأي ولوفي الصبا كعيسى ويحيى عليهما السلام إلى آخر ما قال.وذهب ابن العربي في آخرين إلى أنه يجوز على الله سبحانه بعث الصبي إلا أنه لم يقع وتأولوا ايتي عيسى ويحيى {قال إِنّى عَبْدُ الله ءاتَانِىَ الكتاب وَجَعَلَنِى نَبِيًّا} [مريم: 30]. {وَآتَيْنَاه الحكم صَبِيًّا} [مريم: 12] بأنهما أخبار عما سيحصل لهما لا عما حصل بالفعل. ومثله كثير في الآيات وغيرها. والواقع عند هؤلاء البعث بعد البلوغ.وحكى اللقاني عن بعض اشتراطه فيه ويترجح عندي اشتراطه فيه دون أصل النبوة لما أن النفوس في الأغلب تأنف عن اتباع الصغير وإن كبر فضلًا كالرقيق والأنثى. وصرح جمع بأن الأعم الأغلب كون البعثة على رأس الأربعين كما وقع لنبينا صلى الله عليه وسلم: {قال رَبّ أَوْزِعْنِى} أي رغبني و وفقني من أوزعته بكذا أي جعلته مولعًا به راغبًا في تحصيله.وقرأ البزي {أَوْزِعْنِى} بفتح الياء {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وعلى وَالِدَىَّ} أي نعمة الدين أو ما يعمها وغيرها. وذلك يؤيد ما روي أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لأنه لم يكن أحد أسلم هو وأبواه من المهاجرين والأنصار سواه كذا قيل. وإسلام أبيه بعد الفتح وحينئذٍ يلزم أن تكون الآية مدنية وإليه ذهب بعضهم. وقيل: إن هذا الدعاء بالنسبة إلى أبويه دعاء بتوفيقهما للإيمان وهو كما ترى.واعترض على التعليل بابن عمر وأسامة بن زيد وغيرهما. ونقل عن الواحدي أنه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة في سفر للشام في التجارة فنزل تحت شجرة سمرة وقال له الراهب: إنه لم يستظل بها أحد بعد عيسى غيره صلى الله عليه وسلم فوقع في قلبه تصديقه فلم يكن يفارقه في سفر ولا حضر فلما نبىء وهو ابن أربعين امن به وهو ابن ثمانية وثلاثين فلما بلغ الأربعين قال: {رَبّ أَوْزِعْنِى} الخ {وَأَنْ أَعْمَلَ صالحا ترضاه} التنوين للتفخيم والتكثير. والمراد بكونه مرضيًا له تعالى مع أن الرضا على ما عليه جمهور أهل الحق الإرادة مع ترك الاعتراض وكل عمل صالح كذلك أن يكون سالمًا من غوائل عدم القبول كالرياء والعجب وغيرهما. فحاصله اجعل عملي على وفق رضاك: وقيل المراد بالرضا هنا ثمرته على طريق الكناية {وَأَصْلِحْ لِى في ذُرّيَّتِى} أي اجعل الصلاح ساريًا في ذريتي راسخًا فيهم كما في قوله: على أن {إصلاح} نزل منزلة اللازم ثم عدي بفي ليفيد ما أشرنا إليه من سريان الصلاح فيهم وكونهم كالظرف له لتمكنه فيهم وإلا فكان الظاهر وأصلح لي ذريتي. وقيل: عدي بفي لتضمنه معنى اللطف أي ألطف بي في ذريتين. والأول أحسن. قال ابن عباس: أجاب الله تعالى دعاء أبي بكر فأعتق تسعة من المؤمنين منهم بلال وعامر بن فهيرة ولم يرد شيئًا من الخير إلا أعانه الله تعالى عليه. ودعا أيضًا فقال: {إصلاح لِى في ذُرّيَّتِى} فأجابه الله تعالى فلم يكن له و لد إلا آمنوا جميعًا فاجتمع له إسلام أبويه وأولاده جميعًا. وقد أدرك أبوه وولده عبد الرحمن و و لده أبو عتيق النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ولم يكن ذلك لأحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين {إِنّى تُبْتُ إِلَيْكَ} عما لا ترضاه أو يشغل عنك {وَإِنّى مِنَ المسلمين} الذين أخلصوا أنفسهم لك.{أولئك} إشارة إلى {الإنسان} [الأحقاف: 15]. والجمع لأن المراد به الجنس المتصف بالمعنى المحكي عنه. وما فيه من معنى البعد للإشعار ببعد منزلته وعلودرجته أي أولئك المنعوتون بما ذكر من النعوت الجليلة.{الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَلِمُواْ} من الطاعات فإن المباح حسن لا يثاب عليه {وَنَتَجَاوَزُ عَن} لتوبتهم المشار إليها بأني تبت وإلا فعند أهل الحق أن مغفرة الذنب مطلقًا لا تتوقف على توبة {سيئاتهم في أصحاب الجنة} كائنين في عدادهم منتظمين في سلكهم. وقيل: {فِى} بمعنى مع وليس بذاك {وَعْدَ الصدق} مصدر لفعل مقدر وهو مؤكد لمضمون الجملة قبله. فإن قوله سبحانه: {نَتَقَبَّلُ وَنَتَجَاوَزُ} وعد منه عز وجل بالتقبل والتجاوز.{الذى كَانُواْ يُوعَدُونَ} على ألسنة الرسل عليهم السلام.وقرىء {يُتَقَبَّلْ} بالياء والبناء للمفعول و{أَحْسَنُ} بالرفع على النيابة مناب الفاعل وكذا {يتجاوز عن سياتهم}.وقرأ الحسن. والأعمش. وعيسى بالياء فيهما مبنيين للفاعل وهو ضميره تعالى شأنه و{مّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ} بالنصب على المفعولية. اهـ. .قال الشنقيطي: {إِنَّ الَّذِينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)}.قد قدمنا الكلام عليه في سورة فصلت في الكلام على قوله تعالى: {إِنَّ الذين قالواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة} [فصلت: 30].قوله تعالى: {ووصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ}.قرأ هذا الحرف. نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو {حُسْنا} بضم الحاء وسكون السين. وكذلك في مصاحفهم.وقرأه عاصم وحمزة والكسائي: إحسانًا بهمزة مكسورة وإسكان الحاء وألف بعد السين.وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذه الآية في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى: {وقضى رَبُّكَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ وبالوالدين إِحْسَانًا} [الإسراء: 23] وقال أبو حيان في البحر:قيل ضمن {ووصينا} معنى ألزمنا فيتدى لاثنين فانتصب حسنًا وإحسانًا على المفعول الثاني لوصينا.وقيل: التقدير إيصاء ذا حسن أوذا إحسان ويجوز أن يكون حسنًا بمعنى إحسان فيكون مفعولا له. أي ووصيناه بها لإحساننا إليهما فيكون الإحسان من الله تعالى.وقيل: النصب على المصدر على تضمين معنى أحسنا بالوصية للأنسان بوالديه إحسانًا. اهـ منه. وكلها له وجه.قوله تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ووضعتهُ كُرْهًا}.قرأ هذا الحرف نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام عن ابن عامر: {كَرها} بفتح الكاف في الموضعين.وقرأه عاصم وحمزة والكسائي. وابن ذكوان. عن ابن عامر: {كُرهًا} بضم الكاف في الموضعين.وهما لغتان كالضُّعف والضَّعف.ومعنى حملته {كرها} أنها في حال حملها به تلاقي مشقة شديدة.ومن المعلوم ما تلاقيه الحامل. من المشقة والضعف. إذا أثقلت وكبر الجنين في بطنها.ومعنى وضعته كرهًا: أنها في حالة وضع الولد. تلاقي من ألم الطلق. وكربه مشقة شديدة. كما هو معلوم.وهذه المشاق العظيمة التي تلاقيها الأم في حمل الولد و وضعه. لا شك أنها يعظم حقها بها. ويتحتم برها. والإحسان إليها كما لا يخفى.وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من المشقة التي تعانيها الحامل. ودلت عليه آية أخرى. وهى قوله تعالى في لقمان: {ووصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا على وَهْنٍ} [لقمان: 14] أي تهن به وهنًا على وهن أي ضعفًا على ضعف. لأن الحمل كلما تزايد وعظم في بطنها. ازدادت ضعفًا على ضعف.وقوله في آية الأحقاف هذه كرهًا في الموضعين مصدر منكر وهو حال أي حملته ذات كره ووضعته ذات كره. وإتيان المصدر المنكر حالًا كثير كما أشار له في الخلاصة بقوله:وقال بعضهم: كرهًا في الموضعين نعت لمصدر. أي حملته حملًا ذاكره. ووضعته وضعًا ذاكره. والعلم عند الله تعالى.قوله تعالى: {وحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا}.هذه الآية الكريمة. ليس فيها بانفرادها تعرض لبيان أقر من مدة الحمل. ولكنها بضميمة بعض الآيات الآخرى إليها يعلم أقل أمد الحمل. لأن هذه الآية الكريمة. من سورة الأحقاف. صرحت بأن أمد الهحمل والفصال معًا. ثلاثون شهرًا.وقوله تعالى في لقمان: {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}.[لقمان: 14] وقوله في البقرة {والوالدات يُرْضِعْنَ أولاَدَهُنَّ حوليْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 223] يبين أن أمد الفصال عامان وهما أربعة وعشرون شهرًا. فإذا طرحتها من الثلاثين بقيت ستة أشهر. فتعين كونها أمدًا للحمل. وهي أقله. ولا خلاف في ذلك بين العلماء.ودلالة هذه الآيات على أن ستة أشهر أمد للحمل هي المعروفة عند علماء الأصو ل بدلالة الإشارة.وقد أوضحنا الكلام عليها. في مباحث الحج. في سورة الحج. في مبحث أقوال أهل العلم. في حكم المبيت بمزدلفة. وأشرنا لهذا النوع. من البيان في ترجمة هذا الكتاب المبارك.قوله تعالى: {حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.قد قدمنا الكلام عليه في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّه}. في ترجمة هذا الكتاب المبارك. اهـ. .قال ابن عاشور: {إِنَّ الَّذِينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)}.استئناف بياني أوثر بصريحه جانب المؤمنين من المستمعين للقرآن لأنهم لما سمعوا البشرى تطلعوا إلى صفة البشرى وتعييننِ المحسنين ليضعوا أنفسهم في حق مواضعها. فأجيبوا بأن البشرى هي نَفي الخوف والحزن عنهم. وأنهم أصحاب الجنة وأن المحسنين هم الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا في أعمالهم.وأشير بمفهو مه إلى التعريض بالذين ظلموا فإن فيه مفهو م القصر من قوله: {أولئك أصحاب الجنة}.وتعريفُهم بطريق الموصولية لما تؤذن به الصلة من تعليل كرامتهم عند الله لأنهم جمعوا حسنَ معاملتهم لربهم بتوحيده وخوفه وعبادته. وهو ما دل عليه {قالوا ربنا الله} إلى حسن معاملتهم أنفسهم وهو معنى {ثم استقاموا}.وجيء في صلة الموصول بفعل {قالوا} لإيجاز المقول وغنيته عن أن يقال: اعترفوا بالله وحده وأطاعوه.والمراد: أنهم قالوا ذلك واعتقدوا معناه إذ الشأن في الكلام الصدق وعملوا به لأن الشأن مطابقة العمل للاعتقاد.{ثمَّ} للتراخي الرتبي: وهو الارتقاء والتدرج. فإن مراعاة الاستقامة أشق من حصو ل الآيمان لاحتياجها إلى تكرر مراقبة النفس. فأما الآيمان فالنظر يقتضيه واعتقاده يحصل دفعة لا يحتاج إلى تجديد ملاحظة.فهذا وجه التراخي الرتبي من جهة. وإن كان الآيمان أرقى درجة من العمل من حيث إنه شرط في الاعتداد بالعمل و لذلك عطف بـ {ثم} التي للتراخي في قوله تعالى: {وما أدراك ما العَقبة فَكّ رقبة} إلى قوله: {ثمّ كان من الذين آمنوا} [البلد: 12 17]. فالاعتباران مختلفان باختلاف المقام المسوق فيه الكلام كما يظهر بالتأمل هنا وهناك. وتقدم نظيره في سورة فصّلت.ودخول الفاء على خبر الموصول وهو {فلا خوف عليهم} لمعاملة الموصول معاملة الشرط كأنه قيل: إن قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم. ومثله كثير في القرآن. فأفاد تسبب ذلك في أمنهم من الخوف والحزن.و{عليهم} خبر عن خوف. أي لا خوف يتمكن منهم ويصيبهم ويلحقهم.وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي في قوله: {ولا هم يحزنون} لتخصيص المسند إليه بالخبر نحو: ما أنا قلتُ هذا. أي أن الحزن منتف عنهم لا عن غيرهم. والمراد بالغير: من لم يتصف بالإيمان والاستقامة في مراتب الكفر والعصيان. فجنس الخوف ثابت لمن عداهم على مراتب توقع العقاب حتى في حالة الوجل من عدم قبو ل الشفاعة فيهم ومن توقع حرمانهم من نفحَات الله تعالى.واستحضارهم بطريق اسم الإشارة في قوله: {أولئك أصحاب الجنة} للتنبيه على أنهم أحرياء بما يَرد من الإخبار عنهم بما بعد الإشارة لأجل الأوصاف المذكورة قبل اسم الإشارة. كما تقدم في قوله: {أولئك على هدى من ربهم} في أول سورة البقرة (5).و{أصحاب الجنة} أدل على الاختصاص بالجنة من أن يقال: أولئك في الجنة وأولئك لهم الجنة لما في {أصحاب} من معنى الاختصاص وما في الإضافة أيضًا.وقوله: {جزاء بما كانوا يعملون} تصريح بما استفيد من تعليل الصلة في الخبر ومن اقتضاء اسم الإشارة جدارتهم بما بعده وما أفاده وصف أصحاب وما أفادته الإضافة. وهذا من تمام العناية بالتنويه بهم.{ووصَّيْنَا الإنسان بوالديه إحسانا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ووضعتهُ كُرْهًا}.تطلب بعض المفسرين وجه مناسبة وقوع هذه الآية عقب التي قبلها. وذكر القرطبي عن القشيري أن وجه اتصال الكلام بعضه ببعض أن المقصود بيان أنه لا يبعد أن يستجيب بعض الناس للنبيء صلى الله عليه وسلم ويكفر به بعضهم كما اختلف حال الناس مع الوالدين.وقال ابن عساكر: لما ذكر الله التوحيد والاستقامة عطف الوصية بالوالدين كما هو مقرون في غير ما آية من القرآن.وكلا هذين القولين غير مقنع في وجه الاتصال.و وجه الاتصال عندي أن هذا انتقال إلى قول آخر من أقوال المشركين وهو كلامهم في إنكار البعث وجدالهم فيه فإن ذلك من أصو ل كفرهم بمحل القصد من هذه الآيات قوله: {والذي قال لوالديه أفَ لكما} إلى قوله: {خاسرين} [الأحقاف: 17. 18].وصيغ هذا في أسلوب قصة جدال بين والدين مؤمنين و و لد كافر. وقصة جدال بين و لد مؤمن ووالدين كافرين لأن لذلك الأسلوب وقعا في أنفس السامعين مع ما روي أن ذلك إشارة إلى جدال جرى بين عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق قبل إسلامه وبين وَالديه كما سيأتي.و لذلك تعيّن أن يكون ما قبله توطئة وتمهيدًا لذكر هذا الجدال.وقد روى الواحدي عن ابن عبّاس أن قوله: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا} إلى قوله: {يوعدون} [الأحقاف: 15. 16] نزل في أبي بكر الصديق.وقال ابن عطية وغير واحد: نزلت في أبي بكر وأبيه (أبي قحافة) وأمه (أم الخير) أسلم أبواه جميعًا.وقد تكررت الوصاية ببر الوالدين في القرآن وحرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عديدة فكان البر بالوالدين أجلى مظهرًا في هذه الأمة منه في غيرها وكان من بركات أهلها بحيث لم يبلغ بر الوالدين مبلغًا في أمة مبلغه في المسلمين.وتقدم {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا} في سورة العنكبوت (8).والمراد بالإنسان الجنس. أي وصينا الناس وهو مراد به خصوص الناس الذين جاءتهم الرسل بوصايا الله والذين آمنوا وعملوا الصالحات وذلك هو المناسب لقوله في آخِرها {أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا} [الأحقاف: 16] الآية.
|